لا يستطيع أي شخص أن يطلق على نفسه لقب “مسوق محترف” إلا عندما يعرف جيداً ما هي الاستراتيجية التسويقية وكيف يقوم بعمل واحدة سواء لمشروعه أو لحملاته التسويقية المختلفة.
▪️ما هي الاستراتيجية التسويقية؟
الاستراتيجية التسويقية هي التخطيط طويل المدى لأهداف العمل التي تريد الشركة تحقيقها.
لتحقيق ذلك، من المهم اختيار الإجراءات المحددة بشكل جيد لتعزيز سمعة المنتجات والخدمات أو زيادة المبيعات في السوق.
يعد استغلال الفرص أمرًا حيويًا للعثور على السوق المستهدف والقدرة على جعل العملاء مخلصين للمؤسسة بحيث يصبح وضع الشركة أقوى.
من المهم تحديد الطريقة التي تريد بها وضع المنتج/الخدمة في السوق من أجل تحقيق المركز بين العملاء وتحقيق الولاء للعلاقة بين العملاء والمؤسسة.
▪️ولكي تحقق هذا الهدف ربما تقوم بعمل أي من التالي:
١) التسويق عبر اليوتيوب.
٢) الذهاب إلى المحلات التجارية لكي تحاول اقناعهم بترويج الملابس الخاصة بك.
٣) عمل صفحة على فيسبوك لكي تقوم بترويج ملابسك أونلاين.
٤) عمل إعلان ممول على الفيسبوك.
كل عنصر مما سبق هو عبارة عن استراتيجية تسويقية منفصلة، فلكي تقوم بعمل إعلان ممول على الفيسبوك مثلاً هناك معلومات وخطوات معينة عليك القيام بها (استهداف – تصميم فيديو دعائي بأسلوب معين) وغيرها.
وأيضاً لكي تروج ملابسك لأصحاب المحلات التجارية عليك معرفة المناطق السكنية التي ستقوم بالتوزيع بها وعليك تحليل ودراسة بعض المنافسين.
من أجل هذا ظهر مفهوم الاستراتيجية التسويقية، فهو يمثل كل الخطوات العملية التي ستقوم بها لكي تستغل أي قناة تسويقية، فالفيسبوك قناة تسويقية تختلف عن الترويج عن طريق المحلات التجارية.
الخطوات الأساسية في تطوير استراتيجية التسويق.
يجب عدم الخلط بين استراتيجية التسويق وخطة التسويق.
حيث تحدد استراتيجية التسويق اتجاهك وأهدافك بشكل عام، بينما تحدد خطة التسويق الإجراءات المحددة التي يجب استخدامها لتحقيق استراتيجية التسويق الخاصة بك.
توفر استراتيجية السوق نظرة مستقبلية، حيث تحدد أهدافك للسنوات القليلة المقبلة.
في حين أن خطط التسويق هي الإجراءات التي تستخدمها شركتك حاليًا.
يبدأ التسويق الفعال باستراتيجية تسويق متطورة، حيث تمكّنك استراتيجية التسويق التي يتم تنفيذها بشكل جيد من تحديد أهداف عملك وإنشاء خطة لتحقيق هذه الأهداف.
كما تحدد استراتيجية التسويق اتجاه عملك وتؤثر على كل جانب من جوانب عملها.
▪️يجب أن تشتمل استراتيجية التسويق على:
١_ تحديد القيمة التي تقدمها (ما الذي يجعلك أفضل من المنافسين)
٢_ وصف منتجاتك وخدماتك بوضوح
٣_ توفير تحليل المنافسين والعملاء
٤_ تحديد استراتيجيات التسويق المختلفة التي سيتم استخدامها
٥_ وضع أساسيات خطة التسويق الخاصة بك:
الخطوة 1: إجراء تحليل SWOT
يتم إجراء تحليل SWOT (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) لإجراء تقييم أولي لجميع العوامل التي يمكن أن تؤثر على قرار العمل. قام بتطوير هذا التحليل “ألبرت همفري” من معهد ستانفورد للأبحاث في الستينيات من القرن الماضي لمساعدة الشركات على التخطيط لبدء وتطوير شركاتها. يجب إجراء تحليل SWOT بانتظام لتحليل ما إذا كانت جميع عمليات عملك تعمل بكفاءة.
كما يتم إجراؤه لمساعدتك في تقييم ما إذا كانت استراتيجيتك التسويقية الحالية لا تزال تحقق أهدافها.
الخطوة 2: تحديد القيمة المقدمة
يجب أن تستند استراتيجيتك التسويقية إلى تحديد القيمة التي تقدمها شركتك، والذي يدور حول نقاط القوة لديك. بعبارات بسيطة، تصف القيمة المقدمة الفائدة الفريدة التي يوفرها عملك وكيف يمكنك القيام بذلك بشكل جيد. ويشمل السوق المستهدف، والمشكلة التي تحلها، وما الذي يجعلك أفضل من منافسيك.
عند تحديد استراتيجية تسويقية، فإن أحد العوامل الأساسية التي يجب مراعاتها هو القيمة المقدمة. يتم إنشاء استراتيجيتك السوقية بناءً على نقاط قوتك التي تجعل من السهل عليك التركيز على مواردك التي ستحقق أفضل النتائج.
الخطوة 3: تحديد أهدافك
خلال مرحلة تطوير استراتيجية التسويق الخاصة بك، من المهم تحديد أهداف عملك. كما يجب أن تكون أهدافك قابلة للقياس وأن يتم تحديدها ضمن أطر زمنية محددة. حيث إنها تمكنك من تقييم نجاح وفعالية استراتيجية التسويق الخاصة بك بدقة.
يسهل عليك وجود أهداف واضحة مراقبة ما إذا كانت الخطط تتفق مع أهدافك. كما يتأكد مما إذا كان أعضاء الفريق يحققون النتائج المتوقعة.
عند إنشاء أهدافك التسويقية، تأكد من كتابة من 3 إلى 5 أهداف.
الخطوة 4: بحث السوق وتصنيف العملاء
يلعب بحث السوق دورًا مهمًا في تطوير استراتيجية التسويق الخاصة بك. حيث يشتمل على جمع معلومات السوق (الحجم، والاتجاهات، وإمكانات النمو، والتركيب السكاني للعملاء).
يجب إجراء البحوث بشكل مستمر لتحديد أي تغييرات في السوق.
كما تتيح لك استراتيجية التسويق ضبط خطة التسويق الخاصة بك وتساعدك في الحفاظ على ارتباط
استراتيجية التسويق بأهدافك.
الزبائن هم شريان الحياة للأعمال التجارية والشركات الناجحة تعرف هذا جيدًا وتستخدم استراتيجيات التسويق التي تحدد احتياجاتهم.
تتيح لك أبحاث العملاء إنشاء منتجات تلبي احتياجات العملاء وتطور استراتيجيات بيع استنادًا إلى معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب.
كما توفر أدوات البحث معلومات متخصصة، بما في ذلك مكان عمل عميلك، وما يشاهدونه، وأين ينظرون إلى الإعلانات.
وكما يساعدك على فهم سلوكياتهم الشرائية ومواقفهم تجاه مختلف العلامات التجارية والمنتجات.
▪️تسمح لك أبحاث العملاء بما يلي:
١) تحديد الأسعار الأكثر تنافسية لمنتجاتك
٢) إنشاء رسالة تسويقية جذابة
٣) تحسين أرقام المبيعات
٤) تحسين خدمات العملاء
٥) تحسين كفاءة العمل
٦) جذب المزيد من العملاء
٧) الاحتفاظ بالعملاء
٨) زيادة المبلغ الذي ينفقه عميلك على منتجاتك.
الخطوة 5: البحث عن المنافسين
تحليل وفهم أفضل ما يفعله منافسيك هو نصف المهمة المنجزة. بدلاً من تجربة العديد من استراتيجيات التسويق غير المختبرة، فإن استخدام بعض استراتيجيات التسويق التي تم اختبارها ونجاحها عند المنافسين هي فكرة رائعة. كما يمكنك أيضًا القيام بهذه الخطوة بشكل أفضل وتحسين استراتيجية التسويق.
يمنحك دراسة المنافسين نظرة عميقة إلى ما يجعل أعمالهم تنجح. حيث تتضمن هذه المعلومات أسعارهم، ومن هم عملائهم وكيف يقومون بتسويق منتجاتهم.
يساعد البحث عن المنافسين أيضا في تطوير القيمة التي تقدمها، حيث يتيح لك معرفة ما يميزك عن المنافسين وما الذي تفعله بشكل أفضل عن منافسيك.
▪️أهمية الاستراتيجية التسويقية:
- توفير الوقت والجهد والتكاليف
من أبرز استراتيجية التسويق أهمية أنها تسهل عليك الوصول إلى الأهداف التسويقية من أقصر الطرق، لأنها تعتمد على الخطوات العملية المدروسة مسبقًا، مما يوفر التكاليف التي تُنفَق على سبيل التجربة، أو على خطوات غير مدروسة جيدًا، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد أيضًا.
- دراسة السوق
يسمح كل عنصر من عناصر الاستراتيجية التسويقية بدراسة حالات ومتطلبات السوق بالتفصيل، مما يؤدي إلى إدراك تلك المتطلبات والسعي لتلبية احتياجات الجمهور المستهدف، كما ستخدمك في دراسة وتحليل البيئة التسويقية التي تعمل بها بدقة.
- زيادة المبيعات وتحقيق الأرباح
بعد دراسة السوق بدقة ومعرفة حاجاته ومتطلباته بشكلٍ صحيح، ستساعدك استراتيجية التسويق الاحترافية في أن تُظهِر المنتج الخاص بك أنه قادر على حل المشكلات التي يواجهها الجمهور وإحداث تغييرات للأفضل في حياتهم، فيشعر الجمهور المستهدف أن خدمتك أو منتجك هو ما تمامًا ما يحتاجون إليه، فيقبلون بالشراء أو التفاعل، فيتحقق الهدف الرئيسي لكل استراتيجية تسويقية وهو زيادة المبيعات وهنا تكمن أهمية استراتيجية التسويق في تحقيق الأرباح المرجوة.
- الوعي بالعلامة التجارية
تؤدي الاستراتيجية التسويقية الناجحة إلى ربط العلامة التجارية لمنتجك أو شركتك بأذهان المستهلكين، مما يخلق الولاء تجاه تلك العلامة، ويعزز العلاقة مع المنتج أو الخدمة التي تروج لها.
- النمو المستمر والمستقبلي
إن الميزة التنافسية التي تمنحك إياها الاستراتيجية التسويقية الناجحة والمتطورة وفقًا للمتغيرات، تضمن لك أن نجاحك لن يكون لحظيًا، فهى تنقلك من خطوة مدروسة إلى أخرى، وتجهزّك للمستقبل مع ضمان النمو المتزايد والنجاح المستقبلي.
- التكيّف والتوازن
تخلق الاستراتيجية التسويقية نوعًا من التوازن بين شركتك وأعمالك وبين البيئة التسويقية التي تعمل بها، إذ إنها تتسم بالتكيف والتغير وِفقًا لظروف ومتغيرات سوق العمل أو البيئة التسويقية.