كيفية تأسيس شركة ناجحة وإعداد خطة العمل؟!

على الرغم من أن تأسيس شركة لا يتطلب بالضرورة امتلاكك لشهادة أكاديمية عالية أو خبرات سابقة في إدارة الشركات.
ولا حتى من الضروري امتلاك رأس المال، إلا أنه برغم ذلك الأمر ليس بتلك السهولة.
عملية إنشاء شركة تتضمن العمل على الكثير من المراحل وفي كل مرحلة الكثير من التفاصيل
والإجراءات ولكن بالتأكيد كلها في متناول اليد.

يُعتبر تجهيز وإعداد خطة للعمل وسيلةً مهمّةً عند البدء بتنفيذ الأفكار وإسقاطها على الواقع.
فمن الضروري معرفة وسائل التمويل لتكاليف بدء التشغيل والأهداف النهائية للمشروع.

ولكنّ العديد من الشركات الجديدة ترتكب بعض الأخطاء نتيجة عدم التفكير في
تلك الأمور قبل الشروع بعملية التأسيس ويمكن تجنّب ذلك باتّباع ما يأتي:

•اختيار العمل بالطريقة التي يختار بها صائدوا الاستثمارات مشاريعهم؛ أيّ التفكير جيداً وتجنّب الاختيارات المبينة على أسباب خاطئة.

• تحديد العوامل التي من شأنها إنجاح عملية تأسيس الشركة بدقة، كمعرفة نقاط القوة والضعف للمشروع،
تقييم جميع العوامل وتحديد الفرص المتاحة.

• إجراء أبحاث عن السوق في المجال المُراد العمل فيه، بحيث تكون هناك دراسات ميدانية استقصائية وإجراء تحليل تنافسي لفهم الفرص
والقيود في السوق بشكل أفضل، ممّا يؤدّي إلى فهم العملاء واحتياجاتهم والتخلص من القيود والمعيقات، بالإضافة إلى معرفة المنافسين في هذا المجال.

• التحليل ودراسة المخاطر المتوقعة، حيث يُعدّ التحليل ودراسة المخاطر خطوةً مهمّةً لنجاح شركة ما وذلك لدورهما في معرفة الجوانب
السلبية والإيجابية لعمل ما خاصةً بوجود منافسين، بالإضافة إلى أنّ المُخاطرة المدروسة هي التي تسمح للعمل بالنمو عن طريق أخذ
الاحتياطات اللازمة من المخاطر التي من المُمكن التعرُّض لها أثناء سير العمل.

• التركيز على بناء منتج جيد، إذ يجب التأكّد من جودة المنتجات بالإضافة إلى طريقة عرضها بطريقة مُنافِسة ومختلفة عن المنتجات الأُخرى.

• التنظيم وحفظ السجلات، حيث يُعدّ التنظيم من الأمور المهمّة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند التخطيط لتأسيس شركة ما وذلك
من خلال إنشاء قائمة تتضمّن الأعمال المُراد القيام بها يومياً ومن المهم أيضاً الاحتفاظ بجميع وثائق الأعمال المُنجزة وجميع الوثائق الأخرى
بشكل مفصّل من أجل تسهيل طريقة سير الأعمال، ومعرفة التحديات المُحتملة، واستكمالها في حال توقّفها عند نقطة معينة.


تأسيس الشركة:

يجب توفر المعلومات الأساسيّة عن المشروع المراد إنشاؤه من أجل تحديد نوع الشركة التي توفر فرصاً لنجاح المشروع أكثر،
حيث يوجد أكثر من نوع للشركات ولكل نوعٍ سياساتٌ وأحكامٌ وشروطٌ ومسؤوليات قانونيةٍ ليتمّ تسجيلها.

تحديد نشاط الشركة:

وذلك بمعنى طبيعة عمل الشركة، والنّشاطات التي سيقوم فريق العمل بممارستها سواءً كانت نشاطات تجارية، أو دعائية، أو تسويقية،
وغير ذلك من أشكال النشاطات التجارية.

تحديد اسم تجاري للمشروع :

يجب أن يكون اسماً تنفرد به الشركة، إذ لا يجوز أن يكون هناك اسم مشابه له في البلد، ومن المفضل أن يكون اسماً معبّراً جذّاباً
يستهوي أويجذب من يقرؤه ويحاول التعرّف على نشاطات هذه الشركة، حيث يظهر هذا الاسم في واجهة الشركة، وجميع مطبوعاتها.
كما يجب أن تتخذ الشركة شعاراً يدل على عملها، مثل الكثير من الماركات العالمية التي امتلكت اسماً تجارياً على مستوى الإقليم
أو على مستوى العالم ونجحت وحققت أرباحاً كبيرة.

تحديد رأس المال :

وهي عبارة عن المبالغ المالية التي يرغب الشركاء باستخدامها في هذه الشركة.

تسجيل الشركة رسمياً :

بعد تجهيز كافة المتطلبات الأولى تبدأ الآن مرحلة تسجيل الشركة بالسجلات الرسمية ويجب إحضار بعض الأوراق الثبوتية للشركاء
لضمان حقوقهم ومراجعة الدائرة المختصة بتسجيل الشركات، فتقوم هذه الدائرة بإصدار شهادة رسمية تتضمن كامل المعلومات عن الشركة،
فتحمل هذه الشهادة رقماً متسلسلاً مع الشركات المشابهة لنشطاتها ويسمح لها بعمل ختم باسمها وطباعة سندات وفواتير خاصة بالشركة.
تحديد مقر الشركة وعنوانها وأرقام الهواتف فيها ليسهل وصول الزبائن إليها.

الإعلانات التسويقية :

يجب عدم إغفال هذا العنصر، إذ إنّ الدعاية لأية سلعة يزيد من إقبال الزبائن عليها ويساعد على زيادة مبيعات الشركة ويحقق لها المزيد من الأرباح،
فأصبح اليوم الإنترنت من أكثر وسائل الدعاية انتشاراً.

خطوات تأسيس شركتك:

1) ابدأ من نفسك:

غالبية من يفكرون بتأسيس شركة أو مشروع خاص بهم يتجاوزون هذه الخطوة دون وعي منهم بأن هذه واحدة من
أهم الخطوات ربما في طريقهم لتأسيس عملهم الخاص، من الضروري أن تبدأ بنفسك وتحدد بعض الأمور المهمة
والتي بناءً عليها سيتحدد طريقك في المراحل التالية.
لا يتوقف الأمر على تحديد السبب فقط من تأسيس الشركة، لا بد من طرح المزيد من الأسئلة على نفسك
والتي من شأنها مساعدتك على البداية الصحيحة.

2) فكرة المشروع، ما الذي ستفعله الشركة؟

إن كان لديك فكرة واضحة بخصوص الشركة والمجال الذي ستعمل فيه وما هي المنتجات أو الخدمات التي ستقدمها للزبائن،
فذلك رائع ولكن لا يعني إنه بإمكانك الانتقال إلى الخطوة التالية، بل هناك بعض الأمور التي يجب عليك أخذها بالحسبان
حتى لو كنت تمتلك الفكرة المناسبة برأيك.


3) دراسة السوق:

دراسة السوق تساعدك في تحقيق فهم أعمق وأشمل للسوق والمنافسين والجمهور والعملاء، ستعرف من هم منافسي وما هي المشاكل
التي تواجههم وكيف يتغلبون عليها ومن هم عملائك والزبائن الذين سيشترون منك وما هي حاجاتهم فيما يخص المنتج أو
الخدمة التي تقدمها وهل يحتاجون أشياء غير موجودة في السوق وإذا ما كان المنافسين يقدمون منتج أو خدمة ناقصة وبالتالي
فرصة لك لسد هذا النقص.
عند دراسة وبحث السوق حاول قدر الإمكان إجراء دراسة مستفيضة وشاملة للسوق ولكل العوامل التي يمكن أن
تؤثر فيه وفي الشركة التي تعمل عليها، تجنب الاعتماد على مصدر واحد في دراسة السوق أو الاطلاع عليه
من زاوية واحدة حتى لا يكون لذلك أثر سلبي على شركتك.

4) استشر الآخرين واستمع لآرائهم:

الطريقة الأمثل لاختبار جدوى الفكرة التي تعمل عليها هو أن تمنح الآخرين فرصة تجربتها، ثم تستمع لآرائهم عنها، غالبًا ما يواجه المدراء ورواد الأعمال
وأصحاب المشاريع على اختلافها مشكلة وهي عدم قدرتهم على رؤية الأمور المتعلقة بمشروعهم بشكل كامل وصحيح تمامًا كما يمكن للآخرين رؤيتها.

5) الوثائق والمستندات الرسمية:

حتى هنا يفترض أن يكون صار لديك رؤية واضحة عن الشركة التي تنوي إنشاءها وما هي الخدمات أو المنتجات التي تنوي تقديمها،
بالإضافة إلى دراسة السوق وجدوى الفكرة التي تعمل عليها وحتى إجراء اختبارات مبدئية عن خدماتك أومنتجات الشركة.
وبالتالي الآن أنت على وشك إطلاق شركتك بشكل رسمي.
ولكن قبل الإطلاق الفعلي للشركة لا بد من بعض الخطوات والإِجراءات الرسمية، ولا داعي للتذمر من هذه الخطوة حتى لو كلفتك
بعض المال والجهد والوقت الذي ستقضيه في الدوائر الرسمية وبين المكاتب الحكومية وفي تخليص بعض الأمور الروتينية.


6) كتابة خطة عمل للشركة:

أبرز الخطوات التي يجب أن تتضمنها خطة العمل:
– التعريف بالشركة وما تقدمه من خدمات أو منتجات.
– نطاق عمل الشركة، ويتضمن أمور مثل الإدارة وفريق العمل، وأهداف الشركة ورؤيتها.
– هيكلية الشركة وأقسامها.
– استراتيجية التسويق الخاصة بالشركة.
– دراسة وتحليل المنافسين.
– الرؤية الخاصة بالتطوير ونمو الشركة.
– الجانب المالي للشركة.
خطة العمل يجب أن تتضمن هذه الجوانب بشكل ضروري ومع التفاصيل الكاملة لكل جانب منها. بالإضافة إلى أية أمور إضافية تتطلبها طبيعة الشركة والعمل فيها.

7) التمويل:

• التمويل الذاتي:
أول خيارات التمويل وأفضلها حيث سيبقى المشروع خاص بك ولا يمكن للأخرين التدخل في عمل الشركة، ولكن يجب امتلاك
ما يكفي من المال للاعتماد على نفسك، ويمكنك الاعتماد على مدخراتك الشخصية، أو طلب المساعدة من بعض
أفراد العائلة والأصدقاء والمعارف.
• التمويل الجماعي:

وغالبًا ما تكون مؤسسات وجهات رسمية هي من توفر هذا الشكل من التمويل، لعل أشهرها منصات التمويل الجماعي وعادة
ما يشتمل الأمر على مقدار من المنافسة، إذ ستجد العديد من المشاريع والشركات الأخرى تتسابق للحصول
على فرصة التمويل، لذلك تحتاج جهد إضافي لاغتنام الفرصة وإقناع الجهة بمنحك التمويل.

• المستثمرون الملاك:

وهم الأشخاص الذين يرغبون باستثمار أموالهم في شركات ومشاريع ناشئة، مقابل حصولهم على حصة في هذه المشاريع وفي الغالب
لا يقتصر تمويلهم على رأس المال فقط بل يقدمون الخبرات والاستشارات للمشروع أيضًا.

• مسرعات الأعمال:

وهي مؤسسات متخصصة بدعم رواد الأعمال الذين يعملون على مشاريعهم وشركاتهم الناشئة، ويكون التمويل فيها أما
من المسرعات نفسها أو تجمع أصحاب المشروع مع ممولين من خارج الحاضنة.

• قروض التمويل من البنوك:

توفر الكثير من البنوك دعم للمشاريع على شكل قروض بحيث يتعهد صاحب المشروع باسترجاع المبلغ في وقت لاحق.

8) تطوير المنتج أو الخدمة:

بمجرد تنفيذ كل الخطوات السابقة في رحلة تأسيس الشركة خاصتك، فذلك يعني أنك قطعت شوطًا مهمًا للغاية من الرحلة،
ومن الجيد الانتقال إلى مرحلة أخرى تركز فيها على القيمة التي تقدمها الشركة وتطوير هذه القيمة وزيادة فاعليتها
في نظر الزبائن وعملاء الشركة، يعني صناعة المنتج.

9) فريق العمل:

سواء كنت تعمل على تأسيس شركة صغيرة أو متوسطة أو كبيرة فأنت بحاجة لمن يساعدك في أعمالك،
قد تحتاج إلى موظفين بدوام كامل معك أو بدوام جزئي أو ستوظف أشخاصًا مستقلين Freelancer،
أيًّ كان ما تحتاجه إليك هذه النصائح هذه حتى تتمكن من توظيف الأشخاص المناسبين.

10) مكان العمل:

الشركة تحتاج إلى مكان عمل وهذا المكان قد يكون مكتب أو مجموعة مكاتب أو متجر ما،
وذلك بحسب طبيعة الشركة وما ستقدمه وفريق العمل.

لتختار المكان المناسب لشركتك إليك التالي:
– تأكد من أن المكان مناسب لثقافة الشركة وصورتها والعلامة التجارية وصورتها في نظر الزبائن والعملاء.
– يجب أن يكون المكان مناسب وقريب من مكان تواجد الفئة الأكبر من جمهورك وعملائك أو يمكنهم الوصول إليه بسهولة.
– إذا كانت شركتك متجر مثلًا وبالتالي سيحتاج الزبائن بشكل دائم للقدوم إلى هذا المكان، تأكد من أنه بإمكانهم الوصول إليه
وتحديد مكانه بسهولة في المنطقة ولا يواجهون أية عوائق أو صعوبة في ذلك.
– بالنسبة لبعض الشركات من الجيد تواجد المنافسين بالقرب من مكان الشركة، ولبعض الشركات والمشاريع الأخرى من غير المناسب ذلك.
– ما الذي يقوله المكان أو المنطقة عن شركتك، المظاهر الخارجية اليوم مهمة جدًا للشركة أو المشروع،
والمكان الذي تتواجد فيه الشركة يقول الكثير عن طبيعة الشركة وصورتها.
– ستكون التكاليف المالية مهمة جدًا نظرًا لقلتها وقلة الأرباح بداية العمل، بالتالي خذ هذا الأمر بالاعتبار.
اقرأ أيضًا: من أبرز أخطاء إدارة المشاريع الصغيرة لن يخبرك عنها أحد

11) التسويق والمبيعات:

التسويق واحد من المرحلة المهمة أيضًا ولا تقل أهميتها عن أي من المراحل السابقة، وعليه سيعتمد
نجاح شركتك والمشروع الذي تعمل عليه، التسويق الجيد هو الذي يُعرف الناس بمشروعك وشركتك وبالتالي الحصول
على المبيعات ومن ثم الأرباح، وبدون مبيعات لا أرباح، وبدون أرباح لا يمكنك الاستمرار.
لا بد أن يكون لديك استراتيجية تسويق خاصة بالشركة في كل مرحلة من مراحلها، هناك الكثير من أشكال
واستراتيجيات التسويق التي يمكنك الاعتماد عليها، في كل الأحوال وعلى الأغلب ستحتاج إلى متخصص تسويق ضمن فريق العمل للشركة،
أو على الأقل توظيف شخص مستقل Freelancer للتسويق للشركة بشكل جيد واحترافي لتضمن تحقيق أهدافك التسويقية.

12) ما بعد التسويق، التطوير والنمو:

عملية التطوير والنمو جزء من استراتيجية التسويق الخاصة بالشركة وغالبًا إذا تمكنت من بناء استراتيجية تسويق فعالة
وناجحة فمن السهل عليك تطوير الشركة واتباع استراتيجية نمو صحيحة.
فالنمو يمكن أن يكون بالكثير من الأشكال:
مثل التوسع في أسواق جديدة، إطلاق منتجات جديدة والتطوير من المنتجات أو الخدمات الحالية وتحسين تجربة العملاء وزيادة الحصة السوقية للشركة.
وجذب المزيد من العملاء وتحقيق المزيد من المبيعات، وغير ذلك الكثير.

فكرتين عن“كيفية تأسيس شركة ناجحة وإعداد خطة العمل؟!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *